الجمهورية السورية ومخاض العصب الجديد
مازلنا نتنازع في الجمهورية السورية عقب نحو 100 عام من
مازلنا نتنازع في الجمهورية السورية عقب نحو 100 عام من
ما مدى ارتباط اللهجة والهوية؟
تنغمس اللهجات في لاوعي أبناء منطقة ما، لتصبح جزءاً من هويتهم، بغض النظر عن مكان إقامتهم. ومهما تغير المظهر وأسلوب الحياة تبقى لهجتهم معهم، وإن غابت أحياناً فإنها تستيقظ في وقتٍ ما. وهذا غالبا ما يلاحظ في العاصمة السورية دمشق، التي يعيش بها خليطٌ سوريٌّ عريض، حيث يتكلم الغالبية بلهجةٍ تعرف بلهجة بيضاءَ يفهمها الجميع. لكن في بعض المواقف تستيقظ اللهجة المحلية. مثل حالات لقاء أبناء المنطقة الواحدة، أو الغضب حيث يعود فيها الشخص إلى لهجته الأصلية دون أن يشعر.
باسترجاع السياق التاريخي حول تشكل الزعامات التقليدية في جبل العرب (السويداء)، يمكن أن نجدها تقدم نموذجاً قد نستطيع مقاربته مع تشكل الزعامات في العديد من المناطق. كما سنكون قادرين بذلك على فهمٍ أكثرَ لظروف تشكل تلك الزعامات، وبالتالي فهم ما تلعبه اليوم من أدوار قائمة على تكريس العمل ضمن منظومة العلاقات العشائرية والعائلية، البعيدة عن تطبيق القانون وسيادته. لا سيما عند تراجع دور المؤسسات في تنظيم شؤون المجتمع. وهي بذلك تشكل أحد أكبر تحديات قيام الدولة المدنية، وتعزز النظام الأبوي المشوه في المنطقة، والقائم على طمس حرية الفرد وحقوقه لصالح التشكيلات التقليدية.
يستخدم المجتمع في السويداء مجموعة من الآليات المجتمعية التقليدية، للعمل على ترسيخ السلام والمساهمة في التماسك المجتمعي.
يعتمد المجتمع في السويداء على آليات تقليدية خاصة للحفاظ على السلام والتماسك المجتمعي، حيث تبرز تلك الآليات في أوقات الأزمات، وتتراجع في أوقات الاستقرار عندما يأخذ القانون والقضاء دورهم بشكل كامل
المجتمع نسيج اجتماعي من صنع الإنسان، ويتكون من مجموعة من النّظم والقوانين التي تحدد المعايير الاجتماعية التي تترتب على أفراده. إذ يعتمد على مدى وعيهم كي يبقى متماسكاً وقوياً. وعليه لابد من قوانين وضوابط أخلاقية، قبل أن تتحول إلى قواعد قانونية في العصر الحديث أو الدولة الحديثة، وتمثل هذه القوانين الأخلاقية قاعدةً مجتمعيةً انبثقت منها قيم أساسية هي العادات والتقاليد
المجتمع السوري عانى الكثير من المشاكل الاجتماعية، في ظل ضعف القانون، وهذا ما جعل القيادات المجتمعية المختلفة تبرز في إدارة المجتمع، وعزز آليات حل النزاعات مجتمعياً في مختلف المناطق، ومنها درعا جنوب سوريا وهذه الآليات معترف عليها ومقرة وموثقة عبر العادات والتقاليد.
تقوم البنية المجتمعية للموحدين الدروز في السويداء على أسس رابطة الدم واحترام الإرث والسلف. ويشد الروابط بين أفراد المجتمع لبوس عقائدي أغلق الطوق على هذا المكون وخاصة مسألة عدم السماح بالزواج من خارج المكون، الأمر الذي عمق صلات الدم والنسب، وعزز مكانة الأسرة والعائلة، حيث يقوم المجتمع على تراتبية محددة، تعتمد احترام الكبير وخاصة الذكور فيه.