لماذا نمارس العمل التطوعي؟؟

على الرغم من اعتقاد البعض أن العمل التطوعي مجرد مساعداتٍ وخدماتٍ مجانية يتم تقديمها للغير دون الحصول على أي شيء بالمقابل. فالتطوع حقيقةً يحمل الكثير من الفوائد سواء للمتطوعين أنفسهم أو لمجتمعاتهم ومحيطهم. ونظراً لهذه الأهمية يقوم برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين بتنسيق فعاليات احتفال باليوم الدولي للتطوع في 5 ديسمبر من كل عام. للتعرف على العمل التطوعي الدؤوب وتعزيزه، ليس لمتطوعي الأمم المتحدة وحسب، وإنما لكل المتطوعين في كافة أنحاء العالم.

كثيراً ما تتردد على مسامعنا عبارة العمل التطوعي أو التطوع.. وغالباً ما يفكر كثيرون أنه يعني القيام ببعض أعمال النظافة في الأماكن العامة، أو غرس مجموعة غراس في مناطق محددة. وعلى الرغم من أهمية هذه الممارسات، وأنها فعلاً أحد أشكال العمل التطوعي، إلا أنّ مفهوم التطوع أعمق وأهم من هذا..

تعريف التطوع

هو تخصيص الوقت والجهد للقيام بأعمالٍ تخدم المجتمع والبيئة أو الأفراد خارج نطاق الأسرة المباشرة. وهو عمل يقوم به الشخص بحريّة تامّة وبرغبةٍ منه. وأهمّ ما يميّز العمل التطوّعي، أنه لا يركّز على المكسب المادي. ففي غالب الأحيان يقوم الأشخاص بالعمل التطوّعي بلا هدف الربح أو الكسب المادي.

ويعرف العمل التطوعي: بأنه عملية توظيف الأفراد والجماعات في تقديم خدمات إنسانية واجتماعية غير مدفوعة الأجر. يتم تقديمها خارج إطار المؤسسات الحكومية والخاصة. والمتطوع هو شخص يقوم بهذا العمل بدون أجرٍ أو أي هدفٍ ربحيٍّ أو إكراه، ويكون هدفه الوحيد مساعدة الآخرين أو تقديم واجبٍ نحو بلده ووطنه للإسهام في عملية التنمية الشاملة.

أشكال العمل التطوعي

يأخذ العمل التطوعي عدة أشكال فهو إما أن يكون فردياً أو جماعياً مؤسساتياً. وفي كلتا الحالتين يتم من خلاله تقديم الخدمات للأفراد أو المجتمع بلا مقابل.

فالعمل التطوعي الفردي هو العمل أو السلوك الذي يقوم به الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة وإرادة منه.

أما العمل التطوعي الجماعي أو المؤسسي فهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي، وأكثر تنظيماً وتأثيراً على المجتمع. ويتطوع فيه الأفراد ضمن مؤسسة أو منظمة تطوعية أو خيرية حسب ما يرغبون فيه ويفضلونه، من أجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه.

أهمية التطوع

مهما كانت الطريقة التي يعبر من خلالها الفرد عن رغبته في تقديم يد العون للآخرين. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن العمل التطوعي مجرد مساعداتٍ وخدماتٍ مجانية يتم تقديمها للغير دون الحصول على أي شيء بالمقابل. فالتطوع حقيقةً يحمل الكثير من الفوائد سواء للمتطوعين أنفسهم أو لمجتمعاتهم ومحيطهم. ونظراً لهذه الأهمية يقوم برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين بتنسيق فعاليات احتفال باليوم الدولي للتطوع في 5 ديسمبر من كل عام. للتعرف على العمل التطوعي الدؤوب وتعزيزه، ليس لمتطوعي الأمم المتحدة وحسب، وإنما لكل المتطوعين في كافة أنحاء العالم. وتنبع أهميته من عدة نقاط منها:

  • تحقيق الذات: فعندما يقدم الشخص نفسه للمجتمع من خلال مشاركته في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية، يصبح قادراً على بناء شخصيته الخاصة وكيانه ومكانته المجتمعية، وخاصة أن العمل التطوعي يسمح له بالتعرف على مختلف الشرائح وفئات المجتمع، والانخراط معها. وكل هذا يدفعه للمشاركة أكثر وبشكل فاعل ويعزز شعوره بالانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع والأشخاص.
  • تعزيز الثقةبالنفس: فالعمل التطوعي واحدٌ من الطرق التي تساعد الفرد على تعزيز ثقته بنفسه. لأنه يعزز المشاركة الفاعلة والشعور بالمسؤولية والرغبة بالعمل
    أكثر.
  • تعزيز وتقوية الشراكات ومهارات التشبيك: فيمكن بناء شبكة من العلاقات من خلال المبادرات التطوعية والعمل مع الآخرين. وهذه العلاقات تقود الشخص إلى تطوير ذاته وتعلُّم مهاراتٍ جديدةٍ، مبنية على تبادل أفكاره مع أقرانه وزملائه من المتطوعين. مما يمنح الأشخاص خبرةً أكبر نتيجة تبادل التجارب والخبرات، قد تؤهلهم للحصول على فرص أكثر مستقبلاً. كما تمنحهم أيضاً قدرةً على التعامل مع ظروفٍ وسياقات مختلفة.
  • تطوير المهارات القيادية: فتعدد مجالات العمل التطوعي يقوي من شخصية الفرد، ويمنحها صفات قيادية. مما يزيد من قدرته على التأثير بالآخرين وكسب قلوبهم.
  • التخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية: إذ تعد المشاركة في الأعمال التطوعية واحدةً من أهم الطرق التي تساعد على التخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية. فخلال هذه الأعمال يتعرف الشخص على أشخاص إيجابيين ومحفزين، يمنحونه الطاقة الإيجابية التي تعزز الإبداع. إضافةً إلى إمكانية تغيير المحيط والأماكن، مما يزيد من إنتاجية الشخص، ويطور من تفكيره الإبداعي. ولا ننسى التأثير الإيجابي للجو الأليف الذي يسود بين المشاركين في الأعمال التطوعية على الصحة النفسية والسلام الداخلي.
  • فرصة للتخلي عن العادات السلبية: حيث تعتبر الأعمال التطوعية بكافة أشكالها واحدةً من أهم العادات الإيجابية التي قد يمارسها الشخص في حياته اليومية، وبذلك تساهم في إقلاعه عن بعض العادات السلبية. إضافةً إلى أنها فرصة لاستثمار الوقت بشكل أفضل.
  • تعزيز السيرة الذاتية للفرد: وخاصة فيما يتعلق بالمنح الدراسية أو العمل في الخارج. فالقيام بنشاطات غير معتادة وروتينية (مثل التطوع) هو واحد من أسباب دعم السيرة الذاتية ومنحها قوة أكبر في هذه المجالات.
  • الشعور بالسعادة والرضا: من أهم أسباب الشعور بالسعادة هو معرفة الشخص أنه قدم فائدة لآخرين، بفضل مهاراته أو عمله أو أي شيء قدمه. وهذا ما يمنحه إياه العمل التطوعي، فمساعدة الغير وتقديم العون لهم دون مقابل هو سبيل للشعور بالرضا، وهذا تماماً ما يوفره التطوع.

بعد هذا الملخص عن أبرز سمات العمل التطوعي، هل بدأت تفكر بالتطوع في أمر ما بجدية؟

اقرأ أيضاً: أدوار المجتمع المدني

فريق التحرير