حول قرار مجلس الأمن 1325

لقـد مهـدت التزامـات الـدول بموجـب اتفاقيـة القضـاء علـى جميـع أشـكال التمييـز ضـد المرأة (سـيداو) لعـام 1979، وإعـلان ومنهـاج عمـل بيجيـن 1995 لصـدور قـرار مجلـس الأمن 1325، ومـن شـأن تنفيـذ هـذه الالتزامات الدوليـة، إضافـة إلـى خطـة التنميـة المستدامة 2020، أن تعـزز مـن مضاميـن ومـن فعاليـة توطيـن القـرار 1325 ومـا يتصـل بـه.

القـرار 1325 صـدر عـن مجلـس الأمن بالإجماع فـي جلسـته رقـم (4213)، بتاريـخ 31 تشـرين الأول/أكتوبـر عـام 2000. وذلك بهـدف توفيـر الحمايـة للنسـاء فـي النزاعـات. وتعزيـز دور المرأة فـي حفـظ السـلم والأمن، وصنـع القـرارات المتعلقة بمنـع نشـوب النزاعـات وحلهـا.

أهمية القرار 1325

تتجسد أهمية هذا القرار بتشديده علـى أهميـة مشـاركة المرأة، المتكافئة والكاملـة، كعنصـر فاعـل فـي منـع نشـوب النزاعـات وإيجـاد حـل لهـا، وفـي بنـاء وحفـظ السـلام. ويؤكـد الحاجـة للتطبيـق الكامـل للقانـون الإنساني الدولـي، والقانـون الدولـي لحقـوق الإنسان، اللذيـن يحميـان حقـوق المرأة والفتـاة، قبـل وأثنـاء النزاعـات المسلحة وبعدهـا. كما يطلـب مـن الـدول الأعضاء كفالة مسـاهمةٍ متكافئـةٍ، ومشـاركةٍ كاملـة للمـرأة، فـي جميـع الجهـود الراميـة إلـى صـون السـلام والأمن وتعزيزهمـا. إضافة إلى أنه يحـث جميـع الأطراف، علـى تعزيـز مكانـة ومشـاركة المرأة، وإدمـاج المنظور الجنسـاني فـي جميـع مجالات بنـاء السـلام.

ويركز القرار على دور النساء في النزاع، لأن النسـاء والفتيـات تعانـي فـي فتـرات النـزاع، بشـكل مباشـر وغيـر مباشـر، مـن العديـد مـن أشـكال العنـف والتمييـز. حيـث تشـير التقاريـر والدراسـات الوطنيـة والإقليمية والدوليـة، بـأن للنزاعـات تأثيـرٌ علـى المدنيين أكثـر منهـا علـى المشاركين فـي القتـال. كما أن الغالبيـة العظمى مـن هؤلاء المتأثرين بالعنـف هـم مـن النسـاء. وبالتالـي فـإن القـرار يعكـس إدراكاً حيـال تأثيـر النزاعـات علـى النسـاء والفتيـات، واختلاف تأثيرهـا عليهـن، عـن تأثيرهـا علـى الرجـال. ممـا يتطلـب تغييـراتٍ علـى نهـج المجتمع الدولـي، مـن أجـل الحيلولـة دون نشـوب النزاعـات، ولأجل حلهـا وبنـاء وحفـظ السـلام.

الجهود السابقة للقرار

جاء قرار مجلس الأمن 1325 حصيلة تراكـم جهـودٍ بـدأت بمكافحـة العنـف ضـد المرأة، كما وصلـت لقناعـة أنهـا لـن تنجـح إلا برؤيـة شـاملة لدورهـا فـي المجتمع، ومسـاواتها التامـة مـع الرجـل، وتغييـر الأدوار النمطيـة، والاعتراف بمـا تقدمـه المرأة حـال تحـررت منهـا، ويدعـو إلـى تنامـي الاهتمام بالمشاركة الفاعلـة للمـرأة فـي كافـة مراحـل صنـع القـرار وبخاصـة فـي مجـال عمليـات تسـوية النزاعـات وفـي حفـظ السـام ومراحـل مـا بعـد النـزاع.

وقـد مهـدت التزامـات الـدول بموجـب اتفاقيـة القضـاء علـى جميـع أشـكال التمييـز ضـد المرأة (سـيداو) لعـام 1979، وإعـلان ومنهـاج عمـل بيجيـن 1995 لصـدور قـرار مجلـس الأمن 1325، ومـن شـأن تنفيـذ هـذه الالتزامات الدوليـة، إضافـة إلـى خطـة التنميـة المستدامة 2020، أن تعـزز مـن مضاميـن ومـن فعاليـة توطيـن القـرار 1325 ومـا يتصـل بـه.

وهنالك العديد من المبادئ والتوجهات التي يقوم عليها القرار 1325. حيث يعالـج مجموعـةً مـن المبادئ والتوجهـات المرتبطة بتحسـين وضـع المرأة خـلال النزاعـات ومـا بعدهـا. وتشـجيع إدمـاج منظـور النـوع الاجتماعي فـي كافـة النواحـي المتعلقة بمنـع نشـوب النزاعـات وخـلالها وبنـاء السـام، وإعـادة الإعمار بعـد انتهـاء النزاعـات. ويشـدد علـى مشـاركة المرأة فـي جميـع عمليـات صنـع القـرارات المرتبطة بإرسـاء السـام. كما يؤكـد علـى ضـرورة تطويـر بنيـة تشـريعية ومؤسسـاتية ومقاضـاة منتهكـي حقـوق المرأة وتطويـر آليـات الحمايـة الفعالة.