سؤال لا يمتلك الإجابة عليه سوى أصحاب المصلحة الحقيقيين، هل يمكن للأفراد والمكونات والجهات المختلفة أن تتحاور؟ ما هي إمكانية الحوار؟
ويعرف الحوار بأنه حديث يدور بين طرفين أو أكثر، منضبط على أساس قبول الأخر، والاحترام المتبادل، وعدم السجال. ولا يكون الهدف منه إقناع الأخر برأي ما، بل التواصل وتبادل الأفكار والمعلومات ووجهات النظر، وإبعاد الشبهات. وتجنب العنف باستخدام الحجج والحقائق.
فهل سنمتلك فرصة، بكل ما نحمل من اختلافات فكرية وسياسية ودينية وعرقية، للتحاور دون أي ضغط أو تهديد أو تحريض؟
ليتاح لنا أن نستمع لوجهات النظر المختلفة، دون مقاطعة أو عدم اكتراث، فنحل أي مشكلة قائمة ونحتوي مضاعفاتها، ونبني أرضيّة مشتركة للعيش المشترك. فيتولد لدينا الشعور بالرضا، ونتقبل القرارات المنتجة بشكل جماعي، بالتوازي مع وجود أليات للحفاظ على الحقوق والمصالح، لجميع الأطراف وعلى مختلف المستويات والقطاعات.
والحوار ونتائجه يحد من الرغبة بالانتقام، ويعزز ثقافة التسامح والعفو، وتغليب الحكمة عن الرعونة والغضب والثأر.
وعلى مستوى الشباب، يعتبر الحوار سبيلاً لاستيضاح مسؤولياتهم تجاه المجتمع وسبل القيام بها، وتخفيف العنف واليأس وشعور عدم الجدوى. وتعزيز العمل التطوعي والمبادرة المجتمعية، وتوظيف الموارد بالشكل الأمثل، والحد من الفساد وتجاوز القانون.