“أصواتهن” مبادرة مدنية توثق الذاكرة الشفوية لناجيات سوريات

مبادرة "أصواتهن" تضمنت إلى جانب البودكاست، إصدار كتيبٍ تحت عنوان "الشبح الأسود.. نصوصٌ في الفقد". كتيبٌ من القطع المتوسط، يبلغ عدد صفحاته الـ61 صفحةً، ويحتوي 16 نصاً، بأقلام نساءٍ حاولن رواية حكاياتهن..

وثّقت مبادرة “أصواتهن” الذاكرة الشفوية لعددٍ من “الناجيات” من النزاع السوري. للمساهمة بإعلاء صوت النساء، وخلق مساحةٍ مدنيةٍ آمنةٍ للتعبير عن أنفسهن. بعيداً عن العقلية الأبوية السائدة في المجتمع، والتي تكرس الإمعان في جلد النساء لذواتهن. وكأنّ حياتهن يجب أن ترتبط بالفقد والندب، ما بقي لهنّ من عمر، لتفقدن حقوقهن على تنوعها في الحياة.

المشاركة جزءٌ من التعافي

وتقول مقدمات البودكاست الست: “بعد كل فقدٍ تطالب النساء بالتفجع والنحيب والعويل، والوعد بالثبات على الترمل كرمزٍ للوفاء. وتمسي النساء فجأةً موضوعاً للتداول والمراقبة، وتصبح بعضهن مثلاً للوفاء أو في شدة الحزن أو النكران، وكأن هذا، بقرار جماعي، أقرب للعقاب من التضامن”.

وتروي النساء في هذه المبادرة حكايتهن مع الفقد. منهنّ أمهاتٌ فقدن الأبناء، وأخرياتٌ فقدن الأزواج. لا الدموع تعيد المفقودين والمفقودات، ولا التنهدات العاجزة، تجعل الحياة مستمرةً بعد الفقد.

تلك السرديات سيلٌ من الحكايات الموجعة، لكنها تصبح بحراً هادراً وغنياً، حين تكتبه النساء بوجع الغياب، وقسوة مواجهة الحياة. وكأنهن اكتشفن فجأةً هشاشة الأرض التي يقفن عليها، وتعرفن إلى ضآلة التضامن المبني على الاستكانة والشفقة.

نكتب لننجو

مبادرة “أصواتهن” تضمنت إلى جانب البودكاست، إصدار كتيبٍ تحت عنوان “الشبح الأسود.. نصوصٌ في الفقد”. كتيبٌ من القطع المتوسط، يبلغ عدد صفحاته الـ61 صفحةً، ويحتوي 16 نصاً، بأقلام نساءٍ حاولن رواية حكاياتهن. وجاء في مقدمته تحت عنوان “الفقد بأقلام النساء”:

“تحافظ الكتابة على قصص الفقد من النسيان، لا بل تحافظ الحكايات على استحضار المفقودين والمفقودات عبر الكتابة. وكأنّما استمرار الكتابة هو استمرارٌ للحياة. تتناسل الذاكرة وتروي القصص كما حدثت، لتفقأ عين الزمان الخائن، لحقيقة تضامنٍ طالما توهمت النساء بقدرته على الدعم والاستقرار”.

وأضافت “في كل حكاية حيواتٌ عديدة، وفي كل كلمةٍ زفرة ألمٍ وصورةٌ وامرأةٌ قررت أن تكتب كي لا يتلاعب أحد بحكايتها وحكاية من فقدته، وكي يبقى الزمن وفيا لكل ما حدث.

والحياة كما الحكاية، أكبر من فرصةٍ، وأهمّ من نشرات أخبار. الحياة هي النساء في لحظة مواجهةٍ مع أنفسهن، بكل فجائعية الفقد وقوة الاستمرار. والنساء هنّ الحكّاءات وهن الراويات وهن حافظات التاريخ كما يقتضي الوفاء”.

النصوص كما ردت في الكتيب:

“الشبح الأسود، الشفاء منه، الفقد والحنين، الفقد، النهوض، اغتراب، في غيابك، معاناة، كيف أنا من دونك؟، إنه القدر، جناحان مكسوران، الفقدان مؤلم جداً، القدر والفقد، لا شيء يبقى إلى الأبد، جحيم الفقد، مشاعر محفورة في القلب”.

وتفاصيل جلسة إطلاق كتيب “الشبح الأسود

مبادرة أصواتهن