مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

مجلس الأمن هو واحد من الأجهزة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، والمسؤولة عن حفظ الأمن والسلام الدوليين، يتكـون من 15 عضواً، منهم خمسة دائمون.

مجلس الأمن هو واحد من الأجهزة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، والمسؤولة عن حفظ الأمن والسلام الدوليين. وتتضمن سلطاتها طبقاً لميثاق الأمم المتحدة تأسيس عمليات حفظ السلام، وفرض العقوبات الدولية، والتصريح بالعمليات العسكرية، وتمارس صلاحياتها من خلال قرارات الأمم المتحدة.

وقد تم عقد أول اجتماع له في 17 يناير 1946 في مجلس الكنيسة في لندن منذ اجتماعها الأول. ويقوم المجلس بعقد جلساته بصفة مستمرة على نطاق واسع في مختلف مدن العالم، مثل باريس، أديس أبابا، وكذلك في المقر الدائم في مبنى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

أعضاء مجلس الأمن

يتكـون المجلس من 15 عضواً، منهم خمسة دائمون هم الصين  وفرنسا  وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وكان مقعد روسيا في المجلس يشغله الاتحاد السوفييتي السابق حتى سنة 1991م. أما الأعضاء العشرة غير الدائمين فتنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين، ولكل من الخمسة عشر عضواً مندوب واحد في المجلس. وتبدأ الانتخابات في 1 يناير، ويتم عمل استبدال لخمسة منهم كل عام. كما يتم اختيار الأعضاء من خلال المجموعات الإقليمية ويتم التصديق عليهم عن طريق الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تختار الكتلة الإفريقية ثلاثة أعضاء، كتلة أمريكا اللاتينية والكاريبي، والكتلة الآسيوية، الكتلة الأوروبية تقوم باختيار عضوين لكل منهما، وأوروبا الشرقية تقوم باختيار عضو واحد، بالإضافة إلى وجود عضو واحد من الدول العربية، سواء من الكتلة الأفريقية أو الآسيوية.

مهام المجلس ورئيسه 

يتمثل دور رئيس مجلس الأمن في وضع الأجندة، ورئاسة الجلسات التي يعقدها المجلس والإشراف على أي أزمة. وللرئيس الصلاحية في أن يصدر أي بيان رئاسي (يخضع لموافقة أعضاء المجلس)، والملاحظات التي تستخدم لتوضيح القرارات الصادرة عن المجلس. ويتم تداول الرئاسة بالتناوب الشهري حسب الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء باللغة الانجليزية.

لمجلس الأمن سلطة تحديد الإجراءات التي يجب على الأمم المتحدة اتخاذها لتسوية النزاعات الدولية. وينص الميثاق على صدور جميع قرارات المجلس باسم جميع أعضاء الأمم المتحدة، الذين يجب عليهم قبولها وتنفيذها. ويشجع المجلس التسوية السلمية للنزاعات بدعوة الأطراف المتنازعين للتوصل إلى حل. أو قد يطلب من الطرفين أو الأطراف قبول تسوية توصلت إليها دول أو أفراد أو مجموعات أخرى.

ويجوز للمجلس أن يتحرى بنفسه عن أسباب النزاع، ويقتـرح طـرق تسويتـه. كأن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة وقف التجارة مع الدولة التي تهدد الأمن والسلام. وقد يطلب من الأعضاء قطع وسائل الاتصال مع هذه الدولة، أو إنهاء العلاقات مع حكومتها. وإذا لم تكن هذه الإجراءات فعالة يجوز لمجلس الأمن أن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تجهيز قوات عسكرية لتسوية النزاع.

وله كذلك سلطات عديدة أخرى مهمة، إذ تعد موافقته ضرورية على طلبات عضوية الأمم المتحدة. كما يختار المرشح لمنصب السكرتير العام، ويحق له تقديم توصيات بخطط الرقابة على السلاح.

الاجتماعات واللجان

يجب أن يكون بمقدور مجلس الأمن الاجتماع في أي وقت، وتجوز الدعوة للاجتماع في أي موقف على درجة من الخطورة قد تؤدي إلى الحرب. وتجوز إحاطة المجلس بمثل هذا الموقف بوساطة أي عضو من أعضاء الأمم المتحدة. وفي بعض الأحيان بواسطة غير الأعضاء، مثل السكرتير العام أو أي فرع من فروع الأمم المتحدة الرئيسية. ويجب أن يكون المندوبون قادرين على حضور الاجتماع بمجرد صدور الدعوة إليهم.

يضع المجلس إجراءاته الخاصة لإدارة جلساته، وفي سنواته  الأولى كان من المعتاد أن يتولى الرئاسة مندوب من دولة مختلفة كل شهر. ويأخذ الأعضاء أدوارهم حسب الترتيب الهجائي لأسماء دولهم.

ويجوز دعوة أعضاء الأمم المتحدة من غير أعضاء مجلس الأمن، كما يجوز دعوة الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة، للاشتراك في مناقشات مجلس الأمن في المسائل التي تؤثر عليهم دون أن يكون لهم الحق في التصويت.

يجوز للمجلس تشكيل أي عدد يحتاجه من اللجان. بالرغم من أن الميثاق لم ينص إلا على لجنة أركان الحرب التي تتكون من خمسة أعضاء عسكريين، يمثلون الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. وقد تم تشكيل لجان أخرى من وقت لآخر، خاصة لمساعدة المجلس في تنظيم أعماله وللنظر في طلبات عضوية الأمم المتحدة.

قرارات مجلس الأمن

يختلف التصويت في مجلس الأمن عن التصويت في أي فرع من فروع الأمم المتحدة. ويصدر المجلس قراراته في بعض المسائل بموافقة تسعة أعضاء، يكون من بينهم جميع الأعضاء الدائمين الخمسة. وفي حالة اعتراض أي عضو من الأعضاء الدائمين على أي مسألة، لا يجوز إصدار قرار بشأنها مهما كان عدد الأعضاء الموافقين عليها. وهذا الحق في التصويت الخاص بالأعضاء الدائمين يعرف بالفيتو أو حق الاعتراض.

ويجوز استعمال حق الاعتراض أو الفيتو ضد معظم القـرارات، إن لم تكن كلها. فالمجلس لم يحدد إطلاقا نـوع القرارات التي لا تقبل الاعتراض أو الفيتو. ولكن هناك بعض التقاليد المتعلقـة بالفيتو، نشأت بمرور الزمن، فمثلا لا يعترض عضو دائم عادةً على قرار يتعلق بالمواضيع التي يجب طرحها للنقاش أمام المجلس، أو بالوقت الذي يجب على المجلس رفع جلساته. ولكن حدث أحيانــا أن اعتـرض عضـو دائـم على قــرار التـرتيب الذي تناقش بموجبه المواضيع. وإذا امتنع عضو دائم عن التصويت أو كان غائبا عند إجراء التصويت لا يعتبر امتناعه أو غيابه اعتراضا.

وقد أدى استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن إلى فشل الأمم المتحدة في معالجة العديد من المشاكل الكبرى. ويكاد عدد المرات التي قام الاتحاد السوفييتي السابق باستعمال حق الفيتو إلى حين تفككه سنة 1991م (أكثر من مائة مرة)، يعادل عدد المرات التي استعمله فيها الأعضاء الأربعة الآخرون مجتمعين.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت حق الفيتو لأول مرة في مارس 1970م ضد قرار من مجلس الأمن، يطلب من أعضاء هيئة الأمم المتحدة وقف الاتصالات مع دولة روديسيا (زمبابوي الآن).